ثقافة لماذا لم تُبرمج مسرحية "الأرامل" لوفاء الطبوبي على ركح مهرجان قرطاج؟
تُوجت مسرحية "الأرامل" لمخرجتها وفاء الطبوبي يوم السبت 16 ديسمبر 2017 بجائزة أفضل اخراج مسرحي في اختتام الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية. وقد كافأ هذا التتويج عملا مسرحيا مميزا لما فيه من رؤية ركحية متفردة ومن طرح درامي محبوك. وكانت وفاء الطبوبي التي راهنت على 3 ممثلات مميزات، وهن نادرة التومي ونادرة ساسي وفاتن الشوايبي، اقتبست نصها المسرحي من رواية للكاتب التشيلي أرييل دروفمان.
وقد برمجت مسرحية الارامل على هامش الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي على ان تعرض بفضاء مدار قرطاج يوم الثلاثاء 24 جويلية. وليس استنقاصا من قيمة هذا الفضاء الذي بعثت فيه الراحلة رجاء بن عمار روحا خاصة لكنه كان بالامكان في تقديرنا البسيط ان يبرمج هذا العمل على ركح مهرجان قرطاج.
نعم كان يمكن ان تُبرمج "الارامل" بسينوغرافيا جديدة تتماشى مع ركح قرطاج لكن ادارة المهرجان التي يرأسها مختار الرصاع -وهي ادارة قارة وليست وقتية- أقصتها مكتفية بطبق موسيقي بحت. فهذه الادراة التي تتابع -نظريا- مختلف التظاهرات والمهرجانات الجهوية كان يمكنها بعد تتويج مسرحية "الارامل" بجائزة افضل عمل في أيام قرطاج المسرحية ان تكلّف وفاء الطبوبي وتدعمها بسبعين او مئة الف دينار لتقديم تصور جديد للعمل مع السهر على تعزيزه بممثلين وديكور مختلف.
وكان يمكن لهذا العمل وغيره من المسرحيات الجديدة التي قدمت خلال هذه السنة على غرار "إكستري" لنادر بلعيد أو "الكواسر" لحمادي المزّي أو "شياطين أخرى" لوليد الدغسني - وهذه عينة من الاعمال التي تابعناها- أن تصنع الفارق وأن تمثّل المسرح في إطار البرمجة الرئيسية للمهرجان، لكن شيئا من هذا لم يكن.
لئن كان من المنطقي أن ينفتح مهرجان قرطاج على المواهب الاجنبية فإنه كان بالإمكان ايضا التفكير في دعم إحدى الطاقات الابداعية التونسية لتقديم عمل مسرحي على الأقل -هل طلبنا المستحيل؟
مرة اخرى يخذل مهرجان قرطاج المسرح التونسي وناسه. من قال "أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما؟" أم أنه قُدّر لأهل المسرح أن يهانوا من قبل ادارة مسرح قرطاج في عقر دارهم؟
هذا وتنظم الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي ندوة صحفية لمسرحية "الارامل" لوفاء الطبوبي وذلك يوم الجمعة 20 جويلية 2018 في الحادية عشرة والنصف صباحا بنزل اللايكو (قاعة الضيافة).
يُذكر أن الموعد مع مسرحية "الأرامل" نص وإخراج وفاء الطبوبي سيكون يوم الثلاثاء 24 جويلية 2018 في الثامنة ليلا بمدار قرطاج وذلك في إطار العروض المبرمجة في هذا الفضاء تكريما لروح فقيدة المسرح رجاء بن عمار.
شيراز بن مراد